ح/

هل نتعامل بصفاقةٍ مع من نرفض توظيفهم؟

دقيقتان قراءة. 22 مايو 2019، 03:04 صباحًا.

عزيزي القارئ؛ أهلاً بك. لنتّفق مبدئيًا على أنّ صاحب العمل الراغب بتوظيف الكوادر مدينٌ إلى أولئك المرشّحين لشغل الوظائف التي يعرضها. الذين أخذوا من يومهم ساعاتٍ لجمع المعلومات حول جهة صاحب العمل. الذين أعدّوا أنفسهم للمقابلة الوظيفيّة معه، وربما أخذوا إجازة يومٍ كاملٍ أو نصف يوم. إنّه إذًا أمرٌ مُلحٌّ على صاحب العمل أن يمنح ردًا بعد مقابلته كلّ مرشّح منهم خصوصًا إذا قرّر ألاّ يكمل معهم طريق توظيفهم.

الحقيقة أنّ معظم أصحاب العمل يشعرون بعدم الاطمئنان عند رفض المرشّح لكونه غير مناسبٍ للعمل، لكنّ عالم الأعمال رغم ضخامته يعدّ عالـمًا صغيرًا، وإن لم يمنح صاحب العمل رأيه تجاه المرشّح، فإنّه بذلك يؤثر على سمعتهِ شخصيًا وعلى سمعة جهته. يفترض على صاحب العمل أن يقدّم رأيه عبر أيّ وسيلةٍ متاحة، كالبريد الإلكتروني مثلاً، أو الاتصال والذي يبدو وسيلةً محبّذةً لمعظم المرشّحين بهدف توضيح الأسباب التي تمنع صاحب العمل من الـمُضي قُدمًا مع المرشّح.

أفضل طريقةٍ يمنح بها صاحب العمل رأيهُ تجاه المرشّح هي من خلال تسجيل الملاحظات أثناء المقابلة الوظيفيّة. بعد نهاية المقابلة الوظيفيّة، سيتشكّل لدى صاحب العمل انطباعًا يمهّد له بقبول أو رفض المرشّح. يُمكن أن يضع صاحب العمل النقاط التالية: مالأشياء التي تمّت بشكلٍ حَسَن؟ ومالأشياء التي لم تتم بشكلٍ حَسَن؟ وأخيرًا، مالذي يمكن أن يتعلّمه المرشّح بعد كل ذلك؟ هذه النقاط بعد صياغتها بشكلٍ مناسب ستمثّل رأيًا بنّاءً يستفيد منه المرشّح بشكلٍ أفضل في المقابلات المستقبليّة.

لنتفّق من جديد على أنّ رفض المرشّحين من قِبل صاحب العمل ليس بالأمر اللطيف ولا بالهيّـن؛ على الرغم من كونهِ جزء من عمل صاحب العمل لكنّي ما زلت لا أحبّذ رفض المرشّحين، خصوصًا عند علمي برغبتهم الـمُلِحّة في الحصول على هذه الوظيفة وعلمي بعملهم الدؤوب. يبقى أمرًا ضروريًا أن يُعطي صاحب العمل رأيًا جيّدًا وقويًا وبنّاءً للمرشّحين. الذي يظهر أنّ هنالك عددًا قليلاً من المرشّحين يأخذ هذه الآراء على محمل الجدّ ويعمل على تحسين أموره مستقبلاً.