ح/

المشاريع الجانبيّة: سيرتك الذاتيّة النابضة

4 دقائق قراءة. 19 مايو 2019، 08:00 مساءً.

عزيزي القارئ؛ أهلاً بك. على الأرجح، في بدايةِ رحلتك للبحث عن عمل، ستبدأ بإعداد سيرتك الذاتيّة، وستملؤها ببعض المعلومات الشخصيّة ومعلومات التواصل والتعليم والدورات التي حضرتها أو أتممتها، إلى غير ذلك من المعلومات. والحقيقة أنّ كلّ ما سبق لا ينبغي تجاهله في أيّ سيرةٍ ذاتيّة، لكنّ الكثير من السير الذاتيّة وفق هذه المعلومات ستشبه بعضها إلى حدٍ كبير؛ لذلك ستحتاج إلى إضافة قيمةٍ تميّزها، وأفضل ما يُمكن أن يُقترحَ في هذا السياق أن تضيف المشاريع الجانبيّة.

المشاريع الجانبيّة هي تلك المشاريع التي تقوم بها (سواءً وحدك أو ضمن فريق) تهدف بذلك إلى أن تمتلك مهاراتٍ جديدة وترقى بنفسك منازلاً عالية، أو تهدف إلى أن تحصل على المال، أو ربما تهدف إلى المتعة والفضول. قد تتمكّن من جمع هذه الأهداف معًا في مشروعٍ جانبيّ واحد، إذ تجد أنّه يعينك على تحصيل المال ويحفّز فضولك ومتعتك ويكسبك مهاراتٍ جديدة، إن تمّ لك ذلك فهذا أفضل ما يمكن.

بشكلٍ عام، قد تودّ أن يكون مشروعك الجانبيّ يحلّ مشكلةٍ ما تواجه أناسًا ما، قد يدفعون مالاً لقاء حلّها؛ لذلك، أحد الطرق الجيّدة للعثور على مثل هذه المشاكل هي أن تبحث عن مجتمعاتٍ وتنخرط فيها، قد تكون هذه المجتمعات مجتمعات إنترنت أو قد تكون مجتمعات متواجدة حولك. بعد ذلك، اكتشف ماهي الأعمال التي تقوم بها هذه المجتمعات؟ وماهي المشاكل التي يواجهونها؟ وبذلك ستتمكّن من تقديم الحل لأشخاصٍ يبحثون عنه فعلاً.

لكن في المقابل، أتفهّم أنّ بعض الأشخاص لا يهمّه أن يجني المال من مشاريعيّه الجانبيّة وإنّما يريد أن يحظى بوقتٍ طيّب أو يطوّر من مهاراتِه، إذا كان الأمر كذلك، فالعالم الآن متاحٌ بين أيديهم وبين يديك، فقط، اختر شيئًا. قد تتساءل ”كيف لي أن أجد مشروعًا جانبيًا يُمكن أن أعمل عليه؟“، والإجابة المباشرة هي أن تختار شيئًا، أيّ شيء. ألّف كتابًا، أنتج فيديوهات، طوّر تطبيق جوّال، أيّ شيء، لكن السرّ هنا يكمن في أن تُكمل الأمر إلى النهاية. فكّر كيف ستنهي هذا المشروع قبل أن تبدأ به. هل ستتعب من هذا المشروع في منتصف الطريق ثم تتوقّف؟ لا تقم إذًا بهذا المشروع إن كنتَ ستستلم. أبرز أسباب إنهاء معظم المشاريع الجانبيّة قبل اكتمالها هو الاستسلام، وليست الأخطاء التي تواجه هذا المشروع.

في كتابها ”Entrepreneurial You“ ذكرت المؤلّفة ”دوري كلارك“ قصّةً ظريقةً لرجلٍ يُدعى ”ليني أتشان“. كانت سمعتهُ تسبقهُ في الجهة التي يعمل بها. سألَته ”دوري“ عن سبب ذلك فاتّضح لاحقًا أنّه بدأ مساره الوظيفيّ كممرّضٍ في المستشفى ثم بعد ذلك بزمنٍ أصبح مسؤولاً عن التواصل في المستشفى. هذا كما ترى ليس مسارًا وظيفيًا تقليديًا. الطريقة التي غيّر بها ”ليني“ مساره الوظيفيّ ودخْله بشكلٍ ملفتٍ هي أنّه أصبح مهتمًا بتطبيقات الجوّال في وقته الخاصّ، ثم بعد ذلك، تعلّم ما يحتاج أن يتعلّمه ليبنيها. مُديره بعد ذلك عَلِم بما كان يصنع فاستدعاه إلى مكتبه وقد كان قلقًا. مديرهُ أخبره بأنّهم يريدون من يدير حسابات التواصل الاجتماعي التابعة للمستشفى ولاحقًا أصبح مسؤولاً عن التواصل بأكمله في المستشفى.

النصيحة الأعمّ التي يمكن أن تأخذها من هذه التدوينة، هي أن يكون لديك مشروعٌ جانبيٌّ دائمًا، حتى ولو كنت موظفًا على رأس العمل، لأنّك الآن تبني إمبراطوريّةً يمتلكها أشخاصٌ آخرون، ولست تبني إمبراطوريّتك الخاصّة، لا شكّ أنّك تكتسب خبرةً وتنمّي مهاراتِك، لكنّك لا تبني شيئًا يبقى لك أنت مدّةً أطول. فالأمر هنا أن تختار مشروعًا جانبيًا وتقوم بعمله، دائمًا.